Tuesday, January 23, 2007

Babel - بابل

الساعة التاسعة مساء، سينما مجمع السيف(*) بالبحرين، انا و زوجى و اثنان من الاصدقاء (مصريان) دخلنا لمشاهدة الفيلم..

الساعة الحادية عشر، عند انتهاء الفيلم مكثت فى الكرسى ثوان انتظر المزيد، على عكس البعض الذى لم يالف الفيلم، ربما لخروج الفيلم عن القوالب التقليدية المعروفة للافلام الاميريكية، و التى تعتمد على تصاعد الاحداث او تعقدها بشكل يجذبك لمشاهدته حتى تنحل كل الالغاز فى النهاية (او هكذا اراها انا)..

لا توجد الغاز، فالاحداث تسير متوازية طوال الفيلم ، وتأتى بغير ترتيبها الزمنى و لكن بطريقة لا تعيق اتصالها..

الفيلم: اماكن و احداث تدور فى بلدان مختلفة، الاشخاص: مغربيون، امريكان، مكسيكان، و يابانيون.
الواقع: اربع اشخاص مصريون (نحن)، صف من الاولاد خلفنا لا يتعدى سنهم الحادية عشر؛ عرب و لكنهم لا يتكلمون الا الانجليزية، رجال او شباب خليجيون يرتدون العقال، رجلان ببشرة بيضاء، سيدة محجبة و زوجها، ثلاث بنات فى عبايات خليجية؛ شعورهن ليست مغطاة.

امتزج الاثنان فاصبحا واحد.. بابل

تعدت مشكلة الاتصال بين البشر حدود الكلمات من حيث اختلاف اللغات، اللهجات، الاشارات الى حدود اختلاف تعبير الوجوه، وقع كلمات معينة ، رؤية وجوه داكنة او بيضاء، ادراك احتياجات، استخدام مخزون الكلمات فى التفرقة بين البشر..

تتابعت الاحداث بحيث تجسد عبثية ما يحدث فى العالم الان؛
طفل يعبث ببندقية، يؤدى ذلك الى تكون قصة كاملة عن مخطط ارهابى يلتف من اليابان حتى المغرب..
غباء جندى امريكى + تهور شاب مكسيكى و شعوره المبالغ بالاضطهاد يدمران حياة امرأة فى الخمسينيات من عمرها: ذكرتنى بكثير من النساء فى مصر، اللاتى اراهن قانعات بما اتى به الزمن، يعيشون من اجل اسعاد الاخرون و ينسون انفسهم.. بات و جهها حميميا جدا بانسبة لى، يلاحقنى حتى عندما ذهبت للنوم..

سوء تفاهم
معايشة الاحساس بالظلم
نهاية لا هى سعيدة ولا هى محزنة.. لكنها مجرد فصل من فصول الحياة
و اخيرا، كان هذا بالنسبة لى "ابداع"(*)


(*) السيف = كلمة يطلقها البحارنة على الشاطىء. لا اعرف اصلها اللغوى
(*) مجرد ايضا ح اننى لم اعنى بالابداع مجرد شىء جميل، انما ابداع =
Creativity = bringing new into existence

6 comments:

Anonymous said...

شكله فيلم مختلف
أكيد هأحاول اشوفه قريب

بابل !!!! بابل حقيقة حالية

Anonymous said...

اللغز الذي لم أجد له حل هو العلاقة بين الحدوتة اليابانية و ما تبقى من الفيلم. همزة الوصل الوحيدة كانت السلاح المستخدم في المغرب، لكن لماذا اليابان؟ و لماذا جاءت أغلب المشاهد بين شباب من الصم و البكم؟ أثناء مشاهدة الفيلم اعتقدت أن المقصود هو أن ذلك الجيل من الآسيويين عاجز عن الاتصال بالعالم الخارجي، لكني أشك الآن في ذلك التفسير.

Desert Rose said...

Beastboy
الفيلم فعلا مختلف.. اعتقد ان ما رايته انا فى الفيلم هو مجرد الجزء الذى وصلنى.. لكنك قد تعيشين خبرة مختلفة معه..
تحياتى لك

Minesweeper
انا ارى ان تفسيرك منطقى، بالاضافة اننى احسست ان الحوارات بين الصم و البكم و الاخرين هو احدى اشكال عدم التواصل و عدم فهم لاحتياجات الاخر النفسية..
لماذا اليابان بالذات؛ لا اعلم، لكن ده اعطانى شعور بانه بالرغم من صغر العالم، و بالرغم من تطور تقنياته فى الاتصالات (انترنيت، تليفون محمول و تليفون محمول خاص بالصم) الا ان فجوة الاتصال تزيد حتى بين افراد الشعب الواحد.
و باختياره لليابان فى اقصى الشرق استطاع ان يلف الكرة الارضية الى اقصى الغرب (امريكا) مرورا بالشرق الاوسط (المغرب) فهكذا استطاع ان يدخل دول تبدو بعيدة فى قصة واحدة.
قد تكون هناك رؤى كثيرة، لا اعلم بعد.

تحياتى لك

Anonymous said...

واضح ان الفيلم مختلف، اتمني ان اراه ، يعجبني يا زهرة الصحراء تحليلك للفيلم

Anonymous said...

ده أنت شكلك من محبي السينما أوي وبتسقطيها علي الواقع حتي اللي حواليكي فالمكان :) ده نوع من الأستمتاع الجامد أوي

Desert Rose said...

Egiziana
اشكرك على الزيارة، الفيلم فعلا مختلف.

Antouk
انا فعلا استمتعت بالفيلم و استمتع بالافلام عامة، لكن المرة دى الانعكاس على الحياة التى نعيشها كان قوى.