Sunday, September 23, 2007

المولد


ذهبت امس لاودع صديقتى قبل ان تاخذ ابنتيها و تعود لدبى حيث يعمل زوجها

اوشك الصيف على الانتهاء، و كل من اتى لزيارة مصر، عاد للبلد التى يعيش فيها

...

" متنسيش تسلمى على عمتك قبل ما تسافر هى و اولادها"

" مش محمد جه من كندا عشان يحضر فرح اخوه"

" اعملى حسابك يوم الجمعة هنتجمع كلنا – زى زمان – عشان ابن عمك جه هو و خطيبته من اميركا و قاعد يادوب اسبوعين"

ذهبت فى يوم الجمعة، كنت سعيدة برؤية جزء من العائله لم اراه منذ سنة او اكثر نظرا ان اغلبهم اصبح يعيش خارج مصر، و بالاكثر، فكل جزء فى قارة او ولاية مختلفة
تذكرت كل ايام الطفولة مع العيلة؛ اللعب و الخناق و الجرى، و سار فى قلبى حزن عندما تخيلت ان اولادنا الذى لم يولدوا بعد، قد يعيشون بعيدا عن بعض، بعيدا عن حضن عائلتنا الدافىء، الواسع الذى كبرنا فيه

تسترسل الاحاديث متذكرة ايام قديمة، احداث مضحكة، و لا تخلو الاحاديث من ذكر كيف اصبحت الحياة فى مصر مقارنة بزمان او بدول اخرى، و يتفرع الناس بين مهاجم، مدافع، و اخرون لا يجدون اجابة عن الاسئلة التى تطرح حول الحياة فى مصر الان، و انا منهم

" مصر دى عاملة زى المولد، زحمة، الواحد فيها بييجى عشان بينبسط و يعمل اللى هو عايزه، يسوق زى ما هو عايز، يسهر زى ما هو عايز، لكن محدش حاسس بالتانى، مولد"

و يضحك زوج عمتى عندما يقول ذلك..

لم استطع التوقف عن التفكير فيما قال

هل هو حقا مولد يعيش الاغنياء على اطرافه حياتهم الخاصة، مستمتعين باضواء المولد المحترقة كمشهد درامى بعيد
و يسير فيه الفقراء مزدحمين متخبطين و احيانا مستمتعين بعشوائيته التى لا تحد قوانينهم الخاصة
و تحاول الطبقة الوسطى ان تجد لها مكانا، تكافح، تنجح احيانا و تلوذ بالفرار احيانا، و لكن، هل ستجد مكانا حتى تعود يوما؟!