من ساعة ما ابتدت المظاهرات و فى الايام اللى اللى تلتها، فى كلام كتير كنت عايزه اشاركه، الكلام ده بعيد عن رأييى الشخصى فى اذا كانت المظاهرات تستمر او لا، لانى مازلت اعتقد انه بالرغم من احساسى باللى حاصل فى مصر و متابعتى لكل الاخبار و كل التفاعلات المختلفة لناس سواء على الfacebook او التليفونات؛ كنت حاسه انه مش من حقى استفز احساس الناس المعارضة للمظاهرات و لا حتى اشجع الناس تنزل و تضرب بدالى و انا قاعدة بعيد، كنت باحاول بس اشارك الاخبار و الاراء اللى باحس انها بتوضح الحقيقة فين..
فيه حاجات كتير عايزه اقولها كتعليق على الايام اللى اعتقد انها بداية تغيير كبير فى مصر، و حاجات تانيه نفسى انها تحصل بعد مرحلة التغيير..
اول سؤال: هى الناس دى بتتظاهر ليه؟
من شهر واحد تقريبا رحت اشوف فيلم "عسل اسود" اللى المفروض انه فيلم كوميدى ولكنى قضيت نصف الفيلم تقريبا فى بكاء على الحالة اللى وصلت ليها مصر، و فاكره ان كان فى الفيلم اغنية فيها مقطع "انتى ازاى مكملة؟!"(يقصد مصر) ، و اللى جرب يعيش بره مصر يعرف يعنى ايه احساسك و انت شايف حال بلدك و بقية الاجانب فى السينما بتضحك على الفيلم..
طبعا دى مش قصة مأساوية ولا حاجة.
اللى عايزه اقوله ان فى ناس كتير قالت ان مش فارق معاها تعديل الدستور المهم انى اعيش فى امان و اروح شغلى.. ماقدرش الومهم..لكن
الكلام الكبير عن الدستور و المجلس يبدو بعيدا عن حياتنا اليومية، لكنه مؤثر بشكل مباشر لان الناس دى بتتظاهر علشان يكون فيه نظام شريف يرعى البلد..علشان متحتاجش انك توصل اولادك كل يوم لدروس خصوصية لو التعليم بيقوم بدورهعلشان المرور و عدم نظامه اللى بيشتكى منهم كل انسان ساق فى شوارع مصرعلشان البهدلة اللى الناس بتشوفها لما بتحاول تطلع بطاقة او مستند رسمىعلشان المواطن المصرى الذى لا يحترم خارج بلده لان مفيش سفارة تحميهعلشان مستوى الرعاية الصحية للناس اللى متقدرش تدفع كتيير..علشان الاجابة اللى باسمعها من "كل" الناس لو قلت انى عايزه ارجع مصر:"ترجعى مصر؟؟!! ده كل الناس عايزه تسيبها!!"
علشان حاجات كتير اوى..
الغريب ان فيه ناس كتير سابت مصر لاسباب اكتر من كده، لكن خوفها خلاها تدافع عن بقاء النظام ده..
فى ناس شايفة ان ولا حاجة من دى حصلت حتى الان، لانه ده شىء طبيعى و ان دايما فيه ثمن بيدفع علشان التغيير
..
تانى سؤال: طب بعد التديلات، الناس لسه بتتظاهر ليه؟
بعد التعديلات انا كنت واحدة من الناس اللى شايفين ان الناس ترجع شغلها او يتم تنظيم ايام بس للمظاهرات. لكن توضيحا لرأى المتظاهرين – اللى اعرف مجموعة قليلة منهم – ببساطة شديدة انه اولا استمرار المظاهرات بعد يوم الجمعة 28 ادى لتغييرات اكتر، و كل يوم فيه قرار و لو صغير بيحصل، بما معناه ان استمرارها جاب نتيجة..و ثانيا انه الكل عارف انه لا يوجد ثقة بين الناس و النظام، فخوفهم ان توقف المظاهرات ممكن يضيع مجهود كبير اتحقق الاسابيع الماضية... و الله اعلم
ملحوظة: الرأى و الرأى الاخر
انقسم الناس بين مؤيد و معارض، و بين معارضة مطلقة و معارضة للاستمرار فى المظاهرات..
كان عندى اسباب تخلينى من المؤيدين، و ان كل الناس اللى اعرفها نزلت – و هم لا يتعدوا 15 شخص – هما ناس بتحب بلدها و لم يكن عندها اهداف خفية، و لم يدفع لهم احد علشان ينزلوا...
لكن ممكن جدا اطلع غلطانة... ممكن يطلع ان بقية المتظاهرين عملاء للاجانب، او حتى ناس مش عارفه هى عايزه ايه، او حتى طلبة عايزة تزوغ من الجامعة! ممكن تكون المظاهرات شريفة لكن تنتهى نهاية سيئة لو اللى مسك البلد بعد كده حزب اخر فاسد!
فى وسط كل ده فى حاجتين مهمين:
- من حق كل واحد يدافع عن رايه و المبدأ اللى شايفه صح بدون ان يتهم الاخر انه مش فاهم او مش حاسس او انه عميل هو الاخر!! ان تحاول ان تقنع الاخر برايك، يختلف عن انك تحاول انقاض رأيه..
- من حق كل واحد ان يدافع عن رأيه حتى لو طلع غلطان فى النهاية.. لازم برضه الناس تحترمه..
يعنى لما تحصل انتخابات، اكيد مش كلنا هنتفق على نفس الشخص، هل هذا يعنى اننا هننقسم على بعض؟ طب و هنعمل ايه فى الشخص اللى ينجح فى الانتخابات ب70% من الاصوات، هل سيترك الاخرون البلد لانهم ام ينتخبوه؟!
رأى: تربية الديمقراطية
الدستور اتغير علشان الناس تقدر تنتخب انتخابات نزيهة، تختار فيها من يمثلها..
لكن ازاى حد هيروح يختار رئيس الجمهورية و هو عمره ما اختار هيدرس ايه و اغلب الناس لا تختار كليتها بل المجموع هو الذى يختار.. و ازاى حد هيختار نائب عنه فى مجلس الشعب و هو الذى تربى على ان انتخابات اتحاد الطلبة دى شكليات و كلنا كنا بنملى الورقة بالاسامى اللى بتتوزع علينا..
اكيد انا مش ضد الديمقراطية، لكن فيه خطوات كتير محتاجين نعدى بيها علشان نحقق الكلمة الكبيرة دى بجد؛ عمليا اعتقد انه هيكون دور كل بيت، و وزارة التبية و التعليم و التعليم العالى: يعنى مثلا يكون فيه مواد اختيارية فى المدرسة، انتخابات بجد فى المدارس و الجامعات..
حلم: اللجان الشعبية:
اكتر شىء اثر فى و حسيت انه بداية تغيير حقيقى هو رؤية الناس اللى نظمت نفسها علشان تحمى البيوت و تنظف الشارع و تساعد بعض..
كل اللى باحلم بيه ان ده يكمل، سواء على مستوى كل واحد فى شغله، او ان تتعمل فعلا جمعيات تستغل طاقتنا (اجمع نفسى لانى عايزه ارجع اشارك فيها) متأكده ان فيه افكار كتير بس عايزه اللى يوظفها صح..
و متأكدة ان لو كل واحد رجع شغله بنفس التفانى و الحماس اللى سمعت عنه فى المظاهرات، هنبقى حاجه تانية
..
شكرا لكل الناس اللى خلت التغيير ده حقيقى
...
من مواطنه كان نفسها تبقى فى مصر دلوقت..